فضائح جنسية غريبة لأثرياء الخليج بالمغرب

بتاريخ الاثنين، 23 سبتمبر 2013 | 10:30 ص



دعارة الخليجين في المغرب أسالت العديد من المداد، لكن"المشعل" حاولت العودة إلى البدايات الأولى لهذه الظاهرة ، بعد أن التقت جيلها الأول الذي مارسها خلال سبعينيات القرن الماضي، في ظروف بسيطة وأجواء عادية، إذ كشفت داعرات تلك الاونة عن مجموعة من الطرائف رفقة العديد من الخليجين.



المناسبة كانت أيضا فرصة مواتية للوقوف على بعض الماسي التي طبعت مسار الدعرات المغربيات، فمنهن من فارقن الحياة، ومنهن من تنتظر، حيث يعشن في ظل أوضاع اجتماعية جد صعبة، ويلعن اليوم الأول الذي قبلن فيه تقديم أجسادهن قربانا للرساميل الخليجية. إن دعارة الخليج تطورت إلى دعارة عابرة للقارات لها طقوسها الخاصة التي تشرف عليها منظمات سرية تتاجر في الرقيق الأبيض.

 كيف كانت تفتض بكارات المغربيات على طريقة ألف ليلة وليلة ! 

 قالت العرب قديما"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، كان ذلك في عصر القبيلة والعشرة، وسيادة لغة العار التي كانت تكلف المرأة حياتها، أما حاليا، فالعديد من الأوطان، ومنها المغرب يأكل بأثداء بناته، فتاريخ الدعارة في المغرب لا يرتبط بحقبة زمنية معنية، بل عاصرت حقبه التاريخية منذ أن وطأت أول قدم تربة هذا البلد، تربت في أحضان إمبراطوريات أمازيغية وأوربية حكمت المغرب، وتجدرت مع بدايات الفتح الإسلامي وفي عز قوة الإمبراطوريات الإسلامية الأكثر تشددا، وانفتحت مع أولى طلائع جيوش الحماية في بداية القرن الماضي. خلال تلك الحقب، كان دورها يقتصر فقط على الترفيه على جنود المحتل ورجالات الاستعمار، خاصة مع الدعارة الكولونيالية التي كان "بوسبير" يمثل نموذجها الأرقى والأكثر عصرية، وفيما بعد سيدفع التهميش والفقر والهشاشة الاجتماعية النساء إلى الخروج إلى ميدان الدعارة للعمل على تحسين دخل الفرد والأسرة، وفي بعض الأحيان العشيرة أو القبيلة، وما زالت هذه الامتدادات تتعايش حتى في وقتنا الحالي، يكفي فقط زيارة إحدى مناطق المغرب غير النافع، للوقوف على كيفية عيش قبيلة أو قرية صغيرة من مداخيل الدعارة، وكيف أن الطبيب والجزار والتاجر والموظف يتلقون أجورا سبق أن قدمت في سبيل خدمة جنسية، بل حتى أن نصيب الدولة من عائدات الضرائب والرسوم المفروضة، وهو من عرق بناتنا الداعرات.

تحولات سوق الدعارة

منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي، سيشهد المغرب طفرة نوعية في عالم الدعارة، خصوصا في مدينتي الرباط والدار البيضاء، حيث ستتطور الدعارة التي اقتصرت في السابق على "البورديلات" في أحياء هامشية زوارها ضيوف مغاربة محسوبون على الفئات الفقيرة، إلى احتضان ضيوف من طراز خاص وبتشجيع من الدولة، حاولت هذه الدعارة أن تضيف لتفسها لقب "الراقية"، لتسن لها حماية متميزة سواء من خلال استغلال فراغ في التشريعات القانونية، وبتزكية من طرف رجال السلطة وأصحاب القرار، الظرف الذي مر منه المغرب، وبفعل ندرة موارده الطبيعية وتراكم سنوات الجفاف، فتح الباب على مصراعيه لاكتشاف ثروة أخرى قادرة على منافسة حتى أكثر أبار النفط احتياطيا في العالم، ثروة أجساد بنات المغرب، التي تغلبت على الجفاف الاقتصادي والاجتماعي للبلاد وساهمت في رفع احتياطياته من العملة الصعبة.


لقد أصبح الجنس هنا مدخلا لإعادة توزيع الثروة.

من لبنان إلى المغرب

في البدء كانت لبنان، جوهر الدول العربية أو "كوبا الشرق الأوسط" كما لقبوها، عاش هذا البلد الساحلي ثروة ثقافية وسياسية واقتصادية، جمعت أثرياء الخليج والعالم، ليؤسسوا فيما بعد للبدايات الأولى للسياحة الجنسية في الوطن العربي، كانت كل ظروفها متوفرة، حسناوات، فنادق فخمة، تشضريعات ليبرالية تغض الطرف عن كل ما قد يعرقل هذا "المولود الجديد"، ساهم في ذلك التعايش الطائفي الذي تغذى على روح الحرية والفكر الليبرالي والتعايش الديني، لكن مع إطلاق أول رصاصة في الحرب الأهلية التي شهدها هذا البلد سنة 1975، انهارت منظومة السياحة الجنسية، وتحولت أفخم الفنادق ودور الدعارة الراقية إلى ثكنات وخنادق للفصائل المتناحرة، كأن الدمار الذي حل بهذه الدور والفنادق ، وهو تعذيب ذاتي وتأنيب الضمير عن حقبة لم تتكرر بعد أن أوقفت الحرب أو زارها.


في سنة اندلاع الحرب الأهلية، وفي بلد بعيد عن لبنان بالاف الأميال، كان المغرب على موعد مع حدث تاريخي سيقلب الأوضاع السياسية في أقاليمه الجنوبية، وغزت الجامعات جل المدن، وتفككت الأسرة الكبيرة وفي عز فورة الفوسفاط، حيث تم التوجه إلى بناء منشأت سياحية كبرى.. جاء إيقاف الهند لاستيراد الفوسفاط المغربي وهبوط أسعاره في السوق العالمية، وعمت الأزمة الاقتصادية أرجاء المملكة، سيما وأن المغرب افتقر إلى موارد طبيعية أرجاء المملكة، سيما وأن المغرب افتقر إلى موارد طبيعية قادرة على خلق توازن مالي لتساعده على تدبير هذه المرحلة الحساسة في تاريخه، بعد أن تغضب حتى تحلق "نسور" الموت في سمائه، رغم تضرعات وتوسلات المواطنين، كما ساهم في تأزيم الوضع اندلاع حرب الصحراء، ليعيش المغرب على وقع أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.


وبحكم ان سيرورة الدعارة لا تحب الجمود، فتحت السلطات المغربية الأبواب على مصراعيها أمام ضيوف من طراز خاص، كانت زيارتهم الأولى عبارة عن لقاءات اقتصادية وسياسية تمت في العديد من القمم العربية التي عقدت في المغرب، بعدها بدأ الحديث عن مشاريع كبرى لتشجيع السياحة، لكن سياح الخليج، لم تغرهم أشعة الشمس الدافئة ولا رماله الذهبية، بقدر ما أغرتهم أجساد ناعمة، منحتها لهم هن طواعية حسناوات شبقيات كن يطمحن للانتقال من وضع اجتماعي مزري إلى وضع أفضل، كادت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة أن تهدد القليل من مكتسباتهن الاجتماعية وتهدد المغرب في الوقت نفسه بانفجار اجتماعي.


هذا الوضع، الذي ساهم فيه بشكل بارزو ارتفاع أثمان البترول على المستوى الدولي، نتيجة رفض الدول العربية تصديره احتجاجا على انحياز الغرب لصالح إسرائيل في حرب 1973، دفع بأصحاب القرار إلى أن يفكروا ويقدروا، "أثداء بناتنا ثروة وخزائن العملات الصعبة"، ليرث المغرب سر ثروة لبنان، كان بصيغة مغربية صرفة ، ساهم فيها اعتباره أكثر الدول العربية تحررا بعد لبنان، لتكون بذلك نقطة بداية "الدعارة الراقية" في المغرب، اقتصرت في أولها على العاصمة الرباط، حيث انزوت قصور الأثرياء التي كانت قبلة لزيارات خاصة من فتيات المغرب، بعيدا عن مراقبة سفارات بلدانهم، في حين اختار الأثرياء منهم فنادق الدار البيضاء الفخمة، قبل أن تشيع في العديد من المدن المغربية. لم يكن أول لقاء بين إحدى بنات "كازا" وسياح خليجيين في أشهر مقاهي الدار البيضاء صدفة، بل كانت هناك نية مبيتة لتلك الأطراف، كشف عنها التوافق التام على نوعية الخدمة الخاصة والمبلغ المقترح مقابلها، الذي احتاجت صاحبته ليوم كامل لتعداده، ليكون هذا اللقاء أول شرارة تفجير برميل بارود الدعارة الخليجية في المغرب، ويؤرخ لحقبة سقوط يشبه كثيرا لعبة "الدومينو"، فبعد أن كان العدد لا يتجاوز ثلاث فتيات، فاق عدد "المتطوعات" كل التوقعات.


الجفاف يفتح باب الدعارة على مصراعيه

لا أحد سينسي اثار جفاف بداية الثمانينيات من القرن الماضي، الذي لعب دورا حاسما في تغيير العديد من البنى السياسة والاجتماعية والاقتصادية للمغرب، كان من أهم نتائجها تنامي الهجرة القروية نحو المدن، وخصوصا باتجاه الدار البيضاء، لدرجة أن رجال الأمن والدرك، تنفيذا لأوامر عليا، شكلوا جدارا أمنيا لإيقاف زحف الوافدين الجدد على العاصمة الاقتصادية، لكن رغم هذه الإجراءات نجحت فلول من القرويين في فتح أبواب مدينة الدار البيضاء، لتنتشر أحياء الصفيح، وتتغير معالم الأحياء الشعبية التي اشتهرت بتاريخ عريق في بعض طقوسها الإجتماعية وعلاقات الجوار،بعد أن انتشرت ظاهرة كراء الغرف للعديد من الأسر الوافدة وبدل أن تبقى بيوت الجيران مفتوحة في وجه أبناء الحي، أغلقت في وجوههم بإحكام وبعدد مبالغ فيه من المتاريس.

اصبحت الدار البيضاء تئن تحت ضغط اجتماعي صعب، ساهم بشكل كبير في اندلاع انتفاضة سنة 1981 بعد تطبيق بنود التقويم الهيكلي الذي ساهم في ارتفاع الأسعار، هذا الوضع دفع السلطات غلى لعب ورقة الدعارة لامتصاص الاحتقان، وفي الوقت نفسه تشجيع دخول العملات الصعبة، تشجيع السياحة الجنسية ساهم في استعادة العديد من الأسر الفقيرة "لعافيتها"، ومع الوتيرة المتسارعة للدعارة الخليجيية، سيتجاوز العرض الطلب، بعد ولوج جيل الهجرة القروية هذا المجال، لينتج عن ذلك ظهور عادات جديدة منها بروز"قوادات" محترفات بعد أن كانت الوسادة في السابق تبنى على حسن الجوار والصداقات، وممارسة طقوس شاذة وغريبة وصلت غلى حد قبول تصويرهن عاريات، كما لم تستطع الفنادق استيعاب الارتفاع المتواصل للراغبات في بيع أجسادهن، لتفقد الفنادق سيطرتها على الوضع الأخير، وتعمد الشقق الفاخرة والفيلات غلى امتصاص هذا الفائض، كما لعب العرض المبالغ فيه والترف الزائد عن الحاجة دورا بارز في تحويل الخليجيين لوجهتهم نحو جنس اخر، وهم فئة الشواذ.

من الدار البيضاء إلى الخليج

شهد مسلسل الدعارة مع الخليجيين في المغرب تطورا نوعيا وطفرة جديدة، فبعد ان كان المغرب يستقبل السياح الخليجيين في فترة سابقة، انقلبت الأمور رأسا على عقب، وأصبح الجميع يتحدث عن "هجرة معكوسة" نحو الخليج، إذ في الوقت الذي كان فيه الجميع يرتقب بشغف قدوم زائر من الخليج، أصبح هؤلاء بعد ان قطع أغلبهم "صلة الرحم" بالمغرب، هم من ينيظرون بفارغ الصبر ضيفة خاصة من المغرب، وساهم في قلب هذه المعطيات تنامي عصابات منظمة محلية ودولية تعمل على تهجير "فنانات" المغرب نحو الدول الخليجية، والتي لن تكون الوجهة داخل هذه الدول سوى مراقص وخمارات وبعض الفنادق المصنفة. ليخطو المغرب بعدها خطوات متقدمة ليس في سلم التنمية ومحاربة الفقر، بل على صعيد الدول التي تصدر الرقيق"الأبيض" نحو كافة دول المعمور، تصدير غاب عنه قاموس التقسيم الدولي للخيرات بين دول الشمال والجنوب، والشرق والغرب، ليصبح الجميع يتحدث عن فتوحات جنسية مغربية وصل صيتها إلى أقصى دول أسيا وجنوب الصحراء الإفريقية، بالإضافة طبعا إلى دول الخليج وأوربا.


في استجواب مثيرة، امرأة من الرعيل الأول لممارسات الدعارة مع الخليجيين ل"المشعل"

كنت ضمن الرعيل الأول الذي أنعش الدعارة الخليجية بالبيضاء


"بديعة" امرأة تقف على مشارف عقدها الخامس تعود بنا إلى اللحظات الأولى لتسلل الدعارة الخليجية إلى المغرب، وتحديدا في 1976، بعد ان وجدت نفسها عن سن لا يتجاوز 16 عاما، بين أحضان خليجيين، مستعدين لمقايضة المتعة الجنسية من جسدها الفتي، مقابل عائدات البيترودولار، كانت بديعة الجميلة والفاتنة ذات جسد أثري يسر الناظرين، إذ –حسب تعبيرها- لم يكن أي خليجي تفحصت عيناه بشراهة محاسنها وأنوثتها انذاك يقوى على مقاومة إغرائها، فكان نصيبها من بيع اللذة في بورصة اللحوم البيضاء مالا وفيرا (حوالي مليار سنتيم) لم تستثمره لأوقات "الحزة"، لتدرك في نهاية المطاف أن الزمن "غدار" بعدما انقلبت أمورها رأسا على عقب، وحسب بديعة، كانت ضمن الرعيل الأول من المتاجرات بالهوى في سوق النخاسة العربية بالدار البيضاء، اللواتي مهدن الطريق لتفشي الدعارة الخليجية، بالمغرب، إذ تحدثت لـ"المشعل" عن كل اللحظات والمحطات التي عرفتها الدعارة "الراقية" في بدايتها بالدار البيضاء وعن نهلها للرقيق الأبيض من درب السلطان، مع مقاربتها لواقع الدعارة الخليجية بين اليوم و "أيام زمان".


في هذا الاستجواب الاستثنائي، تكشف "بديعة" عن مسار قاصر بـ"كزابلانكا" حولتها الكائنات "البيترودولارية" إلى مومس ووسيطة، ثم أم لأبناء أنجبتهم من ثلاث زيجات.


* كنت من الرعيل الأول من داعرات الدار البيضاء تلج عالم الدعارة الخليجية من بابه الواسع، بداية حدثنا عن خطواتك الأولى على هذا الباب؟


- مارست الدعارة مع مطلع سنة 1976، كان ذلك نتيجة للأوضاع الاجتماعية الصعبة التي جثمت بكل ثقلها على أسرتي الصغيرة، خاصة وأني انتمي لأحد الأحياء الشعبية الفقيرة في الدار البيضاء، المعروف بدرب السلطان، حيث الفاقة والتهميش. تلك الأوضاع دفعتني إلى مغادرة المدرسة (المستوى الرابع ابتدائي) مبكرا بإلحاح من والدي، حيث أرغمني مباشرة بعد الانقطاع عن الدراسة، على الزواج من جزائري كان يقطن الحي نفسه وعمري لم يكن يتجاوز انذاك 14 سنة، لكن علاقتنا الزوجية لم تدم طويلا، كنت أكرهه، خاصة وأنه فرض علي ضدا على إرادتي، فكان مصير علاقتنا الطلاق.

بعد ذلك اشتغلت في إحدى شركات النسيج (الخياطة) بـ"درب عمر"، وكما اسفلت، فقد كان الدخل المادي للأسرة هزيلا كنت أتقاضاها أسبوعيا لم تكن تتجاوز 200 درهم، ولا تكفي حتى لتلبية أبسط حاجيات الأسرة، لكن في إحدى الأيام التقيت بإحدى بنات الجيران (كريمة)، إذ أخبرتني بأن هناك سياحا من دولة الكويت، مستعدون لدفع ماجنة، وافقت وقتها بدون أدنى تردد. وبحكم أنني كنت صغيرة السن فقد كان الكويتيون في أول ليلة لي على درب الدعارة يحملونني مثل دمية صغيرة ويرمونني من يد إلى أخرى.

* كيف التقت صديقتك بهؤلاء السياح؟


- التقت "كريمة" بسياح من دولة الكويت في إحدى المقاهي الشهيرة بالدار البيضاء، القريبة من ثكنة رجال المطافئ في مركز المدينة، إذ كان الخليجيون يفضلون هذه المقهى، بالإضافة إلى مقاهي أخرى، بعدها اتصلت بي مباشرة، ومن أجل إغرائي سألتني عن الأجرة التي أتقاضاها من شركة الخياطة، فأخبرتها بتلقائية أنها لا تتجاوز 200 درهم في الأسبوع (800 درهم في الشهر)، لتغتنم "نعيمة" الفرصة وتحدثني عن شخصيات خليجية مستعدة لدفع مبالغ مالية خيالية، نظير أن أقضي معها ليلة واحدة، وأنني بمجرد ان أرافقها لن أحتاج للعمل في هذه الشركة من جديد، أو أي عمل أخر، ووافقت.


* حدثنا عن أول مغامرة لك مع هؤلاء الخليجيين؟


- بعد أن وافقت، زارتني "نعيمة" في منزلي، وذهبنا إلى حمام الحي وبعدها إلى محل لحلاقة النساء، منحتني ملابس جديدة، ثم توجهنا مباشرة إلى شقة بإحدى العمارات المقابلة لسينما"ليبيرتي"، حيث كانوا ينتظروننا هناك، جالسناهم في البداية، واحتسينا وإياهم "البيرة، ومن ثمة نقلونا إلى مرقص "الريصاني" الذي أصبح الان ثكنة عسكرية، قضينا سهرة جد رائعة، كانوا أربعة كويتين، إلى جانب فتاتين جرى استقدامهما للغرض نفسه. وبعد ليلة راقصة في "الريصاني"، عدنا إلى الشقة السابقة، لنجد طبقا من "الكبسة" الأكلة الخليجية الشهيرة، وتتكون من الأرز والحمام و"سلطات" متنوعة، لأول مرة في حياتي سأتذوق هذا الطعام، كان هؤلاء الكويتيون يفترشون الأرض عند الأكل، بعدها أنفرد كل واحد منهم بخليلته في غرفته، ومع مطلع الصباح أيقظناهم من النوم لاستخلاص "أجرتنا".


لقد حصلت في تلك الليلة على مبلغ أربعة الاف درهم، أي ما يزيد عن مدخول خمسة أشهر بشركة النسيج. أي ما يزيد عن مدخول خمسة أشهر بشركة النسيج. فور عودتي إلى المنزل، أخبرت والدتي بما وقع، وبحكم الفقر الذي كان يخيم بظلاله على أسرتي، رغم ترددها شجعتني على الاستمرار في هذا الميدان مع الستر. عموما استمرت لقاءاتنا مع هؤلاء الكويتيين لمدة 15 يوما متواصلة، حصلت من خلالها على سلاسل ذهبية وساعات ثمينة وملابس رفيعة، بالإضافة إلى أثواب وعطور لـ "ماركات عالمية" زيادة على مبالغ مالية خيالية. لقد كانت طلباتنا تنفذ على الفور" كنا قلال، ذاك الشيء علاش كنا مفششات"، كما في بعض الأحيان ندعي بأن أمهاتنا مريضات، فيمنحوننا الكثير من المال، بل كنا في بعض الأحيان نشتكي إليهم، ونقول لهم مثلا بأننا لا نتوفر على جهاز التلفاز بالمنزل، فلم يكونوا يترددون، إذ يشترون لنا أجهزة تلفاز جديدة.


* هذا يعني أن الكويتيين والسعوديين غيروا حياتك كلية؟


- بل غيروا حياة فتيات تأثروا بي،فعند ولوجي عالم الخليجيين، ظهرت بوادر "النعمة" على عائلتي، وهو ما حرك غيرة العديد من الأسر داخل الحي، خصوصا لدى الأمهات، إلى درجة أن إحداهن ثارت في وجه بناتها، واحتجت عليهن قائلة:" لماذا تغادر (نعيمة) البيت ليلا وتعود إليه محملة بالأموال في الصباح، وأنتن تظلن قابعات في البيت لا تصلحن لشيء"، لتطلب منهن اقتناء خطواتي ومعرفة وجهتي الليلية، وذات مرة طلبت مني ذات المرأة التوسط لهن لدى سياح خليجيين. وفي أحد الأيام، توسلت إلى جارة أخرى بأن اصطحب معي بناتها للعمل، لأحقق طلبها، دون أن أحصل منهن على مقابل، لقد توسطت للكثيرات من بنات الحي لدى الخليجيين، وهكذا أخذت قاعدة الدعارة مع هؤلاء تتسع بمدينة الدار البيضاء، سيما وأن كل فتاة ممن جرفهن التيار الخليجي شرعن في استدراج صديقاتهن إلى مهنتهن الجديدة، لتصبح الفتيات فيما بعد، يخرجن جماعات إلى منطقة "عين الدئاب"، من أجل وضع أجسادهن رهن إشارة الخليجيين بفيلاتهم الفاخرة، بعد أن كنا نلتقي بهم بشكل فردي.


* هل هذا يعني أنك كنت "عرابة" بنات حيك؟


- أبدا، لأنني ببساطة لم أكن أحصل على أي مقابل مادي من فتيات الحي، وإنما على إكراميات من السائح السعودي أو الكويتي أو الإمارتي نظير هذه الوساطة، كنت أقوم بذلك فقط لأن أسر بنات الحي كانت جد فقيرة، وأيضا بسبب توسلات الكثير من الأمهات لمصاحبة بناتهن في مغامراتي الليلية، قصد إنقاذهن من شبح الفقر وتحسين مدخولهن، هذا كل ما في الأمر، لذا كنت أمنحهن عناوين الفناديق التي ينزل بها السياح والسعوديون والخليجيون بصفة عامة، غلى جانب عناوين بعض الفيلات، سيما بعد أن انتقلت الدعارة من الفنادق إلى الفيلات، سيما بعد أن انتقلت الدعارة من الفنادق إلى الفيلات، في كثير من الأحيان، وبحكم أنني نسجت علاقات وطيدة مع "السواعدة"، كان يتصل بي صاحب "الفيلا" المكتراة من طرفهم، ويخبرني بأن الضيوف قد حلوا، وكنت بمجرد لقائهم، يطلبون مني إحضار الفتيات، ولتنفيذ الطلب يرسلون معي سائقهم الخاص، لهذا كنت أنتقي أجود بنات الحي، قصد إشباع رغبات هؤلاء، أنا لم أكن "قوادة"، بل كنت أتعاطف معهن بفعل أوضاعهن الاجتماعية الصعبة لا غير، وبهذا الخصوص ينبغي الإشارة إلى أنه خلال الفترة الممتدة بين منتصف السبعينيات إلى حدود بداية الثمانينيات، لم يكن هناك "قوادة" بالمفهوم الحالي للكلمة، أي حصول الوسيطة على مبلغ مالي للتوسط لدى كل من يرغب في ممارسة الدعارة، بل إن هذه الظاهرة لم تنتشر إلا مع منتصف الثمانينيات من القرن الماضي.


* كيف كانت ردود فعل والدك وأباء فتيات الحي اللواتي خرجن إلى عالم الدعارة؟


- بالنسبة لي، فقدت والدي في البدايات الأولى لاحترافي الدعارة، لهذا كنت حرة في الدعارة، لهذا كنت حرة في تصرفاتي ولم أكن تحت ضغط الوالدين، في حين كان موقف أباء صديقاتي هو قولهم: "الدنيا هانية" رغم الإحراج اللي كان فالأول، بعدها لم يعودوا يحتجون قط على بناتهم عندما احترفن الدعارة، كان همهم الوحيد هو جلبهن للمال لا غير، لتوفير ضروريات العيش، كما أن بنات الحي استطعن إغراء أبائهن وأشقائهن بمبالغ مالية مهمة، منها مثلا إمطارهم بالهدايا كشراء دراجات نارية لهم، الأمر الذي جعلهم يغضون الطرف عن تصرفاتهن، بل إن بنات حيهن من كان يشترين أضحية العيد الكبير ويتباهى الآباء بها أمام الجيران.


* أين كان تمركز أوكار الدعارة حينها؟


- كانت أغلب اللقاءات بين بنات درب السلطان والخلجيين، تتم في البداية في أحد الفنادق، في حين كان فندق "ح.ر" خارج التغطية خلال تلك الفترة، وبعد الإقبال المتزايد من طرف العاهرات والسياح الخليجيين على هذا الفندق، جرى الانتقال إلى مرحلة كراء"فيلات" مجاورة لفندق "ط" كان الخليجيون يكترونها كشقق مفروشة، بعدها ستشتهر عائلة سعودية ذائعة الصيت لدى العديد من بنات "كازا"، لتدخل عالم الدعارة فتيات صغيرات السن، أغلبهن لم تكن أعمارهن تتجاوز 16 سنة، بل كانت هناك تلميذات يحضرن أيضا، ويحصلن مقابل ليلة واحدة على مبالغ مالية تتراوح بين 3000 و 5000 درهم، وعندما أقول قيمة تلك المبالغ فترة السبعينيات، فإنها تعادل اليوم ثلاثة إلى خمسة ملايين سنتيم تقريبا.


* لديك حاليا أبناء، هل هم من نتاج الليالي الحمراء مع الخليجيين؟


- لا أبدأ، فهم أبناء شرعيون، لأنني بعد كل هذه المغامرات الليلية خلال أواخر السبعينيات من القرن الماضي، تزوجت بشخص ثان، كان مهاجرا بالديار الإيطالية، لكني اضطررت إلى طلب الطلاق منه بعد أن أنجبت منه ولدين، لأنه كان عصبي المزاج ويضربني بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى أنه كان سكيرا، كما كان سببا مباشرا في انحراف إبني البكر، بعد أن نكث بوعده له بمصاحبته إلى إيطاليا، ليدمن على المخدرات وحبوب الهلوسة، والآن فهو يقضي عقوبة حبسية.


أما زوجي الحالي وهو بالمناسبة الزوج الثالث، فقد كان "صاحبي" في البداية، كنت أمضي الليالي الحمراء مع الخليجيين في "عين الذئاب" والعديد من الأماكن في الدار البيضاء، وعندما أنهتي من "عملي" كنا نلتقي و"نخسرو الفلوس على ريوسنا"، إلى أن اكتشفت بأني حامل منه، فأجبرته على الزواج، أمه أيضا دفعت باتجاه ارتباطنا بحكم أنني كنت أخصص مبلغا ماليا من مهنتي لعائلته، وبعد الزواج كان يأخذني على متن سيارة ويضعني أمام فيلا اكتراها سياح سعوديون ثم ينتظرني إلى أن أتمم سهراتي و "القصاير تاعي".


وشقيقتي التي استقطبتها بدورها إلى عالم الدعارة، كانت تزين البيت الذي تكتريه مع خليلها، بكل أنواع العملات الصعبة التي تحصل عليها من دعارة الخليجيين، الدولار الأمريكي والمارك الألماني، مقابل أن تنال رضاه.


* تعيشين الان وضعا اجتماعيا صعبا، هل يعني هذا انك لم تستفيدي ماديا من ممارسة الدعارة؟


- بالعكس، جمعت ثروة خيالية، مبالغ مالية كبيرة، جميع العملات تلاعبت بين يدي، لن أبالغ إذا قلت لك إنني بذرت ما يزيد عن المليار سنتيم خلال سنوات ممارستي للدعارة مع الخليجيين، لكنها صرفت في أمور تافهة، كالملابس والأكل، لم اشتر ذهبا ولا منزلا أو على الأقل شقة صغيرة أقطن فيها مع عائلتي، على نقيض بعض صديقاتي اللواتي سقطن في شراك الدعارة، أودعن ثرواتهن التي راكمتها من الدعارة في الأبناك، في حين خرجت أنا خاوية الوفاض من هذه التجربة، وما زاد في تأزيم الوضع، وفاة ووالدي مباشرة بعد احترافي للدعارة، ثم شقيقتي التي تركت في عهدتي طفلتين صغيرتين، لتلتحق بهما أمي وأخي الذي ترك لي أيضا أربعة أبناء، أنا الان من يتكفل بهم، قاسيت ولا زلت أقاسي المر من أجل الإنفاق عليهم.


بكل صراحة "لعبت بالفلوس مزيان"، وبالعملات الصعبة كالدولار والمارك، إذ كنت أبذر الأموال بشكل جنوني، وأفرقها على المحتاجين، فلو كنت أمتلك ذرة "تاع لعقل" لاستغللت تلك الموارد المالية بشكل إيجابي في حيازة عقارات وعمارات والذهب و"الويل لكحل".


* كيف كان تعامل السياح الخليجيين مع البنات اللواتي كنت تجلبينهن؟


- كنا نحن المضلات لدى الخلجيين، نحن المحبوبات، الأموال كانت تعلق على أعناقنا، فحين كنا نلج "الفيلا" التي يكتريها السياح السعوديون أو الكويتيون أو الإماراتيون، كانت الأكباش تنحر أمام أقدامنا، وكانت تحجز لنا الصفوف الأولى في أي مرقص أو مطعم ندخل إليه، كنت صغيرة وجد فاتنة، لا يستطيع الخليجي مقاومة إغرائي، في الوقت الذي كانت تأتي فيه فتيات من ضواحي الدار البيضاء وبعض البدويات لم يكن يلاقين نفس الترحاب، كنا نتعاطف معهن وفي بعض الأحيان نتوسل ازبنائنا السعوديين أن يجودوا عليهن بقدر من المال، كما لم نكن نتردد في أن نتوسط لهن مجانا من أجل قضاء ليلة مع خليجي.


* هل كان السياح الخليجيون، خلال مغامراتهم، يقبلون بأي فتاة مهما كانت، أم أنه كانت هناك معايير وشروط يجب على الفتاة أن تتوفر عليها؟


- السعوديون، على خلاف باقي الخليجيين، كانوا انتقائيين، عندما كانت تعرض عليهم الفتيات، إذ كانت هناك معايير مختلفة لكل سعودي، ثمة من كان يفضل الفتاة النحيفة، وهناك من كان يفضلها بدينة مكتنزة، بهدف ممارسة الجنس معها من الخلف، كما أن هناك من الخلجيين من كان يقوم بخلع ملابس الفتيات كاملة، وبعدها يختار ما اشتهته نفسه وفق رغباته، وثمة من كان يفضل أن يحتسي الخمر، وحين تلعب الخمرة برأسه، يطلب منهن الرقص، وانذاك يشرع في الاختيار.


* يقال إن بنات "كازا" استغللن جهل الخليجيين بالثقافة الجنسية، كيف ذلك؟


- خلال منتصف السبعينيات كان السياح السعوديون والخليجيون بصفة عامة، مبتدئين في ممارسة الجنس، لم يكونوا يهتمون بمظاهرهم ويكتفون بارتداء "الفوقية" والسروال فقط، "ماكنوش كايعرفو يلبسو"، هذا إلى جانب جهلهم بأمور الجنس، جهلهم هذا جعلهم فريسة سهلة لبنات "كازا"، وقد تجلت مظاهره في حالات عدة، يكفي أن تشرع الفتاة في الرقص و"هز الأرداف" حتى يفقد الخليجي صوابه ويحقق إشباعه الجنسي بالنظر ليس إلا، بل هناك من كانت تستغل ذلك الجهل والكبت أيضا لتضع منوما أو مخدرا في المشروب، وما أن يسري المفعول حتى تستغل الموقف أجود استغلال، فتسرق زبونها، مثلما بتنويم زبون سعودي وسرقت منه حقيبة كانت مليئة بالدولارات.


* هل واقع الدعارة كما عشته منذ أواسط السبعينيات، استمر على حاله خلال باقي السنوات؟


- عرفت الدعارة مع السياح الخلجين في المغرب تغييرا جذريا مع بداية الثمانينيات، إذ تحكمت فيسوق الدعارة "قوادات" استقطبن العديد من الفتيات من مختلف مناطق الدار البيضاء، وقمن بعرضهن على الخليجيين، مقابل مبالغ مالية مهمة، كما كن يستقطبنهن إلى قصور بعض الأثرياء المنحدرين من بعض بلدان الخليج في الرباط.


وبعد ان كنا نتوسط لبنات الحي مجانا لقضاء ليلة مع سائح خليجي، أصبحت هذه "القوادات" تشترط على الفتاة الحصول على عمولة تحددها قيمة المبلغ الذي ستحصل عليه من الخليجي، مثلا عن كل ألف درهم تأخذ 200 درهم، هذا بالإضافة إلى عمولتها من الخليجيين، كما دخل على الخط الشواذ الجنسيون الذين أصبحوا أكبر منافس في سوق الدعارة، بل أضحوا هم المطلوبين رقم واحد عند حضور السياح الخليجيين، لأنهم "ما كيمركوش وما عندهومش علاش احشموا "، ناهيك عن إتقانهم الرقص الشرقي.


كما أنه في سنوات الثمانينيات، أصبحت العاهرات يتعرضن لعراقيل ومضايقات من رجال الشرطة والعديد من المنحرفين الذين أصبحوا يطالبونهن بإتاوات، بل كان بعض رجال الشرطة في تلك الفترة، عندما يرغبون في الحصول على إتاوات، يخبرونهن أن "الخليجيين" قد حلوا بأحد الفيلات، ويصفون لهم مكان وجود الفيلا، وبعدها يتم تحديد موعد لتسلم عمولتهم عن هذه الصفقة.


وحين انتشرت الظاهرة بشكل كبير، أصبح رجال الأمن يعترضون سبيل الفتيات عند عودتهن من كل "قصارة" فيأخدون " جطهم صحة"، أو يحملونهن على متن سيارة الأمن الوطني، وعقب جولة قصيرة كانوا يطلقون سراحهن ويتركونهن بعد الاتفاق على قيمة الإتاوة ومكان وتوقيت تسلمها، كما دخل بعض سائقي سيارات الأجرة عالم "القوادة" من بابه الواسع، إذ غدوا يحصلون على عمولة من الفتاة نظير نقلها إلى مكان وجود الخليجيين، خاصة وأن هؤلاء الزبناء كانوا يمنحون بعض "الشوافرية" مبلغا ماليا مهما، نظير وساطة في استقطاب إحدى الفتيات.



وقائع من داخل البيوت السرية

مرض غامض يقتل إحدى بنات درب السلطان

ذات يوم صيفي من سنة 1978 اقترح سائح سعودي منح مبلغ مالي خيالي تجاوز خمسة ملايين سنتيم من أجل قضاء ليلة واحدة مع إحدى بنات الدار البيضاء، إذ بمجرد ما انتشر الخبر بين بعض الممتهنات للدعارة حتى خالجهن الخوف والريبة حيث تساءلن فيما بينهن حول سر اقتراحه هذا المبلغ الكبير مقابل إشباع غريزته في لحظة عابرة، رغم أن أخرين من جنسيته كانوا يدفعون انذاك نصف المبلغ فقط للاستمتاع بدفئهن الأنثوي عن كل ليلة، هذا التوجس –حسب مصدرنا- جعلهن يرفضن عرضه رغم إغراءات العديد من أتباعه ووسطائه، إلى أن تجرأت إحدى بنات الحي على ركوب المغامرة من الظفر بهذا المبلغ، وتبعا لذات المصدر قضت الفتاة ليلة ساخنة معه، وحصلت مقابل ليلتها الك على خمسة ملايين سنتيم، لكنها فارقت الحياة بعدها بـ 15 يوما، ليظل موتها لغزا محيرا بين صديقاتها ممن نشطن الدعارة الخليجية في مهدها بالدار البيضاء، وعندما استفسرت البنات عن سر وفاتها، اكتشفن بأن ظل يبحث فقط عن وعاء أنثوي "باش يفرغ فيه المرض تاعو"، حسب تعبير المصدر. واش تصدقو هاد الشي؟


أسياد الخواتم والطقوس الشاذة

كان السيح الخليجيون خلال السبعينيات من القرن الماضي، مبتدئين، في ممارسة الجنس"ماكايعرفوش"، حسب إحدى الداعرات أنذاك، لكنهم تميزوا أيضا ببعض الممارسات الشاذة والطقوس الغريبة في لياليهم الحمراء، منها مثلا أنه ما إن تشرع إحدى الفتيات في الرقص عارية، حتى يفقد بعضهم صوابه ويحقق إشباعه الغريزي بالنظر إليها فقط، بينما كان آخرون يقترحون على فتاتين ممارسة الجنس أمامهم (السحاق) مقابل مبلغ مالي كبير، في حين كانوا يكتفون بالمشاهدة فحسب، وهكذا كان كل واحد منهم يلبي رغبته الجنسية على طريقته.


وتؤكد هذه السيدة أن الكويتيين اشتهروا خلال تلك الفترة بإدمانهم على ممارسة الجنس من الدبر وكانوا يقدمون مقابل ذلك مبالغ مالية مغرية لـ"بنات كازا" من أجل مضاجعتهن من الخلف، لكن كانوا عندما يحققون رغبتهم تلك، يتفاخرون في ما بينهم، بأنهم عاشروا خليلاتهم من الدبر أو "الخاتم"كما يسمونه.

ومن الطرائف التي جرت بحضور هذه السيدة، أن سائحا سعوديا، شرع في اللحظات الأولى للمعاشرة بتفحص الجسد العاري لفتاته التي غنمها عبر عدة وسيطات، لكن ما إن أخذ في تقبيلها حتى لبى رغبته الجنسية بشكل سريع، فأخذ يصيح بشكل جنوني ويخاطب فتاته بلكنته السعودية "أنت السبب" ورغم أن علاقتهما الجنسية لم تنتقل إلى مراحلها الساخنة إلا أنه نفذ لها جميع طلباتها.

شبيهة "نعيمة سميح" ملهمة السعوديين

كانت إحدى الفتيات، مع بداية انتعاش السياحة الجنسية في الدار البيضاء، تشبه كثيرا المغنية المغربية "نعيمة سميح"، وهو ما جعلها خلال بداية الثمانينيات محط اهتمام كبير من طرف السعوديين الذين كانوا يلقبونها بهذا الإسم، إذ كانوا –حسب مصدرنا- يقترحون على قريبتها أجل سواد عيون "نعيمة سميح".


وما زاد من شهرة الفتاة، حسب بنات حيها، أنها كانت جميلة وفاتنة، وتجيد أغنية "ياك أجرحي" الشهيرة، الأمر الذي جعل بعض السعوديين يحضرون غير ما مرة الة العود للاستمتاع بصوتها الرخيم في مواخيرهم، قبل الشروع في غزواتهم الجنسية، بل تقدم أحد السعوديين لأسرتها يطلب يدها-حسب قريبتها- بعد ان جاء محملا بالهدايا الثمينة وقدم سيارة فاخرة وأموالا تعد بالملايين، لكن والدتها رفضت الأمر بحكم أن أب خاصة وأنها كانت" شادة حق الله".


وتبعا لقريبتها، لم تستثمر "نعيمة" ما جنته من أموال وهدايا، لتعيش وضعا اجتماعيا صعبا، بعد أن تعرضت لطعنة غدر من طرف خليلها الذي جادت عليه بأموالها التي حصلت عليها من مغامراتها مع الخليجيين، لتعيش وضعا اجتماعيا قاسيا، أزم نفسيتها لتفارق الحياة وفي حلقها غصة.

البكارة الاصطناعية ودم الحيض

تروي لنا إحدى "المومسات" أن بعض أثرياء الخليج كانوا يفضلون فتيات عذروات من أجل فض بكاراتهن، مقابل مبالغ مالية سخية تجاوزت انذاك (السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي) 180 ألف درهم، وأضافت أن بعض الفتيات حصان على مبلغ 20 مليون سنتيم بعدما قدمن بكاراتهن على طبق من ذهب لبعض الخليجيين، إحداهن قايض خليجي عذريتها مقابل شقة فخمة، "كلها وزهرها"، ولما ارتفعت قيمة فض البكارات في بورصة الدعارة الخليجية- حسب محدثتنا- لجأت بعض المومسات إلى ابتكار حيل عديدة من أجل التظاهر بأنهن ما زلن عذروات، وبالتالي استغلا جهل بعض الخليجين من أجل الحصول على مبالغ مالية إضافية.


ضمن هذه الحيل قيام إحدى "المومسات" بقضاء ليلتها مع أحد السياح الخليجيين وهي حائض إذ مباشرة بعد الشروع في مضاجعتها شرعت في الصراخ واتهمته بأنه افتض بكارتها، فصدقها الخليجي، رغم أن أثار الدم المنساب على فراشه لم يكن سوى دم الحيض، ولكي يجبر خاطرها منحها مبلغا لم تكشف محدثتنا عن قيمته. وأوضحت أن هذا السلوك كان في البداية سببا أوليا لانتشار البكارات الاصطناعية، مؤكدة بأن الأمر كان يصادف إقبالا كبيرا من طرف كثير من الفتيات البيضاويات، إذ كان أغلبهن يستعملنها ليس من أجل الزواج، بل بغية الاحتيال على الخليجيين الذين ظلوا" فدار غفلون" لسنوات عدة بأنهن عذروات، قبل أن يفتضح أمر "الكازاويات" في نهاية المطاف، خاصة بعد تطور الثقافة الجنسية للعديد من الخليجيين، إلى جانب الدور توعيتهم وتحذريهم من تلك الخدع.


الفلوس مشات ف الخوا

تحدثت إحدى الداعرات لـ"المشعل" على أنها بذرت مبالغ مالية خيالية وصلت إلى حدود مليار سنتيم ونصف منذ امتهانها الدعارة الخليجية إبان لحظة البدايات في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، إذ قالت بهذا الصدد، إن أحد السياح السعوديين كان يمنحها يوميا 5000 درهم انذاك مقابل قضاء ليلة واحدة معه، مشيرة إلى أن أجر موظف في البلدية أو القاطعة لم يكن يتجاوز في تلك الفترة 500 درهم، كما تروي أن أحد السياح السعوديين الذي كان متيما بها اشترى لها سيارة جديدة من نوع "سيمكا"، كانت تعد في تلك الفترة من بين اخر موديلات السيارات التي كانت تشق شوارع الدار البيضاء، لكنها قامت ببيعها لأنها لم تكن تتوفر عللا رخصة السياقة.


وأضافت بحسرة أنها لو قامت بتدبير الأموال التي كانت تحصل عليها وقتها، لكانت تمتلك الآن عمارات وفيلات فاخرة مثلما هو الشأن بالنسبة لصديقاتها، خاصة وأنها كانت تتقاضى أجرتها بالعملة الصعبة. ذات مرة- تقول محدثتنا- منحها خليجي أجرتها بالمارك الألماني بعدما استمتع بجسمها كما شاء، وحين منحت ورقة نقدية لأحد أصدقائها من أبناء الحي قصد تغييرها في أحد الأبناك، قدم لها مبلغ 3000 درهم، وهو ما جعلها تستغرب كيف أن ورقة واحدة تساوي هذا القدر من المال في المغرب؟ الأمر الذي جعلها تطلب في بعض الأحيان من زبنائها الخليجيين تعويضا بالمارك الألماني عن كل ليلية حمراء تقضيها برفقتهم. لكنها تعترف مع ذلك، بأن أموالها صرفت على الأقارب والجيران وأنها كانت تتكفل بتجهيزات أعراس أقاربها وبنات جيرانها، لتظل "عالضس".


خليجيون يصورون البنات وهن يتمرغن على أرض مفروشة بالأوراق النقدية

نقلا عن إحدى داعرات "زمان"، كان بعض الخليجيين يستغلون فقر بعض الفتيات ويرغمنهن على تصويرهن عاريات وهن يرقصن أو يتخذن وضعيات جنسية مختلفة مقابل مبالغ مالية مغربية، وكانت ضحايا هذه العملية "التصويرية" فتيات من البوادي بضواحي مدينة الدار البيضاء، اللواتي كن- حسب مصدرنا- "ساذجات" مقارنة مع بعض الداعرات المنحدرات من الأحياء الشعبية، بالرغم من كونهن غاية في الجمال، وهكذا وجدت بعض الفتيات البدويات أنفسهن بطلات لصور أو فيلم بورنوغرافي.


وأوضحت ضيفتنا أن بعض السياح السعوديين كانوا في البدايات الأولى للدعارة بالمغرب هم أول من ابتدع طريقة رمي الأموال على السرير وجعل الفتاة "تتمرغ" فوقه وهي عارية، على أساس أن تغنم ما التصق بجسدها من أوراق نقدية، لذلك كان الخليجيون يأمرون الفتيات بالتجرد من ملابسهن كاملة، ويتم إفراغ زجاجات الخمر عليهن، وفرش الأرض بأوراق نقدية تعد بالملايين (عملات أجنبية مختلفة)، وتتمرغ الفتاة على الأرض، وكل ما التصق بلحمها فهو لها، لكن الخطير في الأمر، تضيف هذه السيدة، أن الهدف من هذه العملية آنذاك كان هو تصويرهن فحسب.


تطلق زوجها من أجل سائح سعودي

هي الفتاة الوحيدة من أحد الأحياء الفقيرة، حسب –مصدرنا- التي تزوجت من سائح سعودي خلال بداية الثمانينيات من القرن الماضي على نقيض بنات حيها اللواتي خرجن خاويات الوفاض من مغامراتهن الليلية مع الخليجيين، كانت متزوجة من إبن الحي الذي اعتقل بسبب جريمة النصب والاحتيال، كما أنجبت منه إبنا، وبعد أن ذاقت حلاوة الخليجيين وهداياهم، افتتن بها سائح سعودي كانت قد أنسته في إحدى لياليه الحمراء، وبعدما أعجبته طلب يدها للزواج لتخبره بأنها متزوجة، فكان حسب –محدثتنا- أن منحها مبلغا ماليا مغريا تجاوز 20 مليون سنتيم من التنكر لزوجها والعيش معه تحت سقف واحد، لم تقاوم المرأة إغراء عشيقها السعودي فقامت ببعض الحيل التي مكنتها من فك ارتباطها بزوجها، إذ جمعت لفيفا عدليا من رجال الحي الذين شهدوا لها بطلاقها من زوجها الأول القابع في السجن، وهكذا تمكنت من الزواج بعشيقها ذي الجنسية السعودية.


حكاية دراجات "هوندا" الشهيرة

كانت لبعض حواري درب السلطان أواخر السبعينيات من القرن الماضي، قصة مثيرة مع داجات نارية من نوع "هوندا". بدأت القصة –حسب أحد أبناء هذا الحي- عندما اشترت إحدى بنات الدرب، الشهيرات آنذاك بعلاقتها مع الخليجيين، دراجة نارية من نوع "هوندا" لوالدها، قصد جعله يغض الطرف عن خرجاتها الليلية المتكررة، ولأن "موطور هوندا" كان حكرا على أبناء الطبقة الراقية، قام أحد الآباء في الحي بالاحتجاج على ابنته التي تمارس الدعارة بدورها مع الخليجيين، ليجبرها على اقتناء دراجة نارية له من النوع نفسه، ومال إن لبت طلبه حتى انتقلت عدوى "هوندا" في ظرف أسبوع واحد، حيث سرت في أرجاء الحي بأكمله "وفصيمانة أو جوج ولا الدرب كلو عامر ماطر"، يقول إبن الحي. بعد هذه الموجة، أصبحت الدراجات المذكور رمزا يميز ممتطيها على أنهم من ذوي القربى لممارسات الدعارة مع الخليجيين.


أولاد السعود في المغرب

من البدايات الأولى للدعارة الخليجية سنة 1976، وانتعاشها بفضل السياح من جنسية سعودية، عرفت بعض الأحياء الشعبية بالبيضاء، انتشار ظاهرة الأطفال غير الشرعيين، إذ كثرت حالات التخلي عنهم أو قتلهم من طرف أمهاتهم الداعرات ورميهم- حسب إحدى بنات درب السلطان- في أماكن مثل قيسارية الحي وساحة السراغنة، وأسفل قنطرة السكة الحديدية الموجودة هناك، وأوضحت بهذا الخصوص أن إحدى فتيات الحي "باعت مضمة تاع الذهب" ومنحت قيمتها المالية لأختها من أجل التخلص من رضيعها الذي أنجبته من خليجي بعدما قضت برفقته ليلة ساخنة، خوفا من اكتشاف أمرها من طرف أخيها المهاجر بإحدى الديار العربية. ونقيض الداعرات اللواتي تجرأن على التخلي عن أبنائهن غير الشرعيين، استسلمت فئة أخرى للقدر وقررن الاحتفاظ بأبنائهن وتسجيلهم في مكاتب الحلبة المدنية بأسماء مجهولة، خوفا من المتابعة القضائية، حيث تجد "فلان إبن فلانة" مجردا من إسم الأب، من جهة أخرى كانت دور ممارسات الدعارة- يقول مصدرنا- معروفة لدى رجال السلطة، إذ بمجرد ما يتم اكتشاف رضيع متخلى عنه أو مقتول انذاك، حتى تكون منازلهن هي الأولى المعنية بالاستنطاق. هذا الوضع- حسب مصادرنا- أسفر عن وجود العديد من الأبناء من أصول خليجية، خصوصا من أباء سعوديين داخل بعض الأحياء البيضاوية ، حيث لازال أغلبهم على قيد الحياة، في حين فضلت بعض الأمهات غير المتزوجات هجرة الحي تفاديا لأي إحراج.

شاذ جنسيا ينافس أخواته على أسرة الخليجيين

عندما بدت مظاهر النعمة على بعض الممتهنات الأوليات للدعارة الخليجية في أحد حواري البيضاء، توسلت إليهن العديد من الأمهات اللواتي ترزح أسرهن تحت وطأة الفقر، قصد السماح لبناتهن بمرافقتهن للمراقص والفيلات والفنادق حيث الخليجيين. وحسب "بديعة" (عرابة الدعارة الخليجية بالدار البيضاء خلال منتصف السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي ، انظر نص الحوار) تقدمت امرأة إلى إحدى بنات حيها، ممن غيرت الدعارة الخليجيى وضع أسرهن المعيشية، والتي تعد من الجيل الأول في هذا المجال، بالتماس التوسط لبناتها مع الخليجين. أو على الأقل تحديد أماكن تواجدهم. وبعد أن وافقت"الداعرة المحترفة"، دشنت بنات هذه المرأة حقبة جديدة في تاريخ عائلتهن من خلال ممارسة الدعارة مع سياح بنحدرون من دول خليجية، بل رسمن واقعا اخر لما يسمى بـ"الدعارة الذكورية" بالمغرب، إذ خلال مغامرة هؤلاء البنات، كان شقيقهن يرافقهن إلى وجهتهن الليلية، ليس لحمايتهن أو لتحديد أسعار خدماتهن الجنسية، كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، وإنما لأنه كان شاذا جنسيا، و"سلعة" نادرة يتهافت عليها بعض الخليجيين. كان الأخ يرافق أخواته في كل مغامراتهن، وكان يغادر معهن المنزل ليلا ولا يعود إليه إلا في صباح اليوم الموالي، بعد أن يحصل على مقابل مادي نظير خدماته الجنسية الاستثنائية لبعض الخليجيين.


الخليجيين كايحماقو على الشواذ

خلال فترة السبعينات، كانت ساحة الدعارة الخليجية، وفق شهاداة إحدى ممارساتها انذاك، شبه خالية من الشواذ والمثليين، كان الأمر يقتصر على الفتيات فقط، لكن منذ بداية ثمانينات القرن الماضي، بدأ الشواذ يتسللون إلى هذا الميدان، إلى أن أصبحوا يشكلون رقما صعبا داخل معادلة المال والجنس لدى الخليجين، بل أضحوا منافسين حقيقين للعاهرات، بعد ان أخذ زبناؤهم القادمون من أصقاع الخليج يميلون إليهم على حساب الأجساد الأنثوية، ليغدوا على رأس المطلوبين في قائمة سهرات الخليجيين. وبهذا الخصوص توضح "الشاهدة" أنه عندما كان يجلس شاذ مع عاهر ما يأخذ في التفاخر أمامها بالقول: " أنا أحسن منك أنا كاندبر على فلوس صحيحة، أما أنتما (...) مالو"، مشددة على أن الشواذ كانوا أنذاك ينافسون بنات الهوى حتى في الرقص الشرقي،إذ كانوا بمجرد دخولهم للمراقص الليلية وشروعهم في الرقص حتى تنسحب "الحريفيات فالشطيح"، ومن ثمة يلهبون الخليجين المتعطشين للحوم الذكورية، وحسب قولها، كانوا بمجرد ما تتم المناداة على أحدهم حتى يستجيب للدعارة للدعوة أمام أنظار الجميع "بل حشمة بلا حيا، وحنا كانحشمو فبلاصتهم".


شحال من خليجي تقولب

كان العديد من السياح السعودين والكويتيين والإماراتيين، الذين يزورون المغرب، يؤمنون بالشعوذة والسحر إحدى وسيطات الدعارة، هذا المعتقد جعلهم في كثير من الأحيان يسقطون في شراك العديد من بنات الدار البيضاء "القافزات"، إذ كان الإيقاع بهم وارتشاف شهد أموالهم سهلا للغاية خلال العقود الماضية، فبمجرد ما يشتكي أحدهم بأنه يعاني عجزا جنسيا ناتجا عن أعمال سحرية، حتى تنصحه فتاته بزيارة أحد المشعوذين أو العرافات المتواجدين بالأحياء الفقيرة، لكن ما إن يبدي حماسته في العلاج حتى تسارع الفتاة إلى بقاء "الفققيه" أو "الشوافة"، وتتفق معها (معها) مسبقا حول المبلغ الذي يطلبانه إزاء خدماتها، وعندما تستدرجه إليهما "كايضربو ليه الكارطة"، أو يكتبون له بعض الجداول مقابل مبلغ مالي خيالي يقتسمونه في ما بعد، لكن فور عودته إلى فيلته، يجد نفسه قد استعاد رجولته مع أول معاشرة جنسية مع فتاته "القافزة"، ليس لأن عمل "الفقيه" أو "الشوافة" بعث الحياة في همة الرجل- تقول الوسيطة- وإنما لأن الفتاة عرفت كيف "تحرك سواكن الرجل "بحكم خبرتها في هذا المجال.

0 التعليقات:

إرسال تعليق